الثلاثاء، 24 يناير 2012

مفكرين : صعود التيارالاسلامى يطارد الهوية العربية بالمنطقة


كتب:- مصطفى احمد
جاءت ثورات الربيع العربى لتغير المشهد فى المنطقة العربية بكاملها ، وبالرغم بان هذه الثورات غلب عليها الطابع المدنى فى البداية ، الا ان الانتخابات دفعت بالتيار الاسلامى  للصعود على الساحة العربية بصورة لافتة سواء فى تونس أو ليبيا أو مصر ويطرح هذا الصعود العديد من التساؤلات حول هوية المنطقة العربية فى المستقبل ، وهل ينذر ذلك بذوبان المنطقة العربية فى الاطار الاسلامى الاوسع ومدى تاثير ذلك على تحالفات وتوازنات القوى فى المنطقة؟

يقول الدكتور كمال حبيب المفكر الاسلامى  ان الانظمة السابقة فى المنطقة العربية سعت جاهدة بكل الوسائل لحظر الاسلامين وارهاب الشعوب فى المنطقة من التيار الاسلامى من خلال احداث مفتعلة وتشويه صورتهم عبر وسائل الاعلام ، ومع سقوط  الانظمة الاستبدادية ظهرت قوة هذه التيارات بالشارع وتاثيرها على شعوبها والدليل هو نتيجة الانتخابات النزيهة.


ويشير الى ان الاسلاميين نجحوا فى مصر على الحصول على ما يزيد عن 70% من اصوات الناخبيين وفى تونس استطاع حزب حركة النهضة الاسلامى الحصول على اكبر نسبة من اصوات الناخبين وهى اكثر من 40% ،  وفى ليبيا استطاع الاخوان المسلمين ان يعودوا مرة اخرى للواجهة .

ويضيف ان هذا الامر يعطينا انطباع ان الهوية العربية بدأت فى الذوبان ليحل محلها الهوية الاسلامية او الهوية العربية الاسلامية ، فى ظل ما هو ظاهر من اتجاه الشعوب نحو الاسلاميين.

ومن جانبه يقول سمير العركى باحث متخصص فى الشئون الاسلامية ان الفكر القومى العربى والفكر الاسلامى بدأ فى التقارب فكلاهما يتفق بان هناك فرق بين عالم الايدولوجية الذى يتضمن الشعارات سواء فى اتجاه القومية العربية او الاسلامية ، وعالم الواقع الذى نعيش فيه بظروفه ومؤسساته .

ويضيف " احب اطمئن الجميع انه حينما طالبت التيارات الاسلامية بعودة الخلافة الاسلامية طالبت بخلافة على منهج النبوة وليس على نهج الخلافة العثمانية التى كانت بعيدة عن فكرة الانتماء الوطنى ، مما ادى الى سقوطها بعد الضعف الذى عاشته ، وهناك مؤشرات كثيرة تؤكد ان القومية العربية لا تختلف عن القومية الاسلامية ".

ويؤكد الدكتور قدرى حفنى استاذ علم النفس بجامعة عين شمس، ان ثمة حقيقة يؤكدها التاريخ فضلا عن دراسات وبحوث علم النفس السياسى ،  وهى تحول الحاكم من الايديولوجية الى البرجماتية فالتيار السياسى ايا كانت هويته يملك رفاهية الوقوف عند حدود الطرح الايديولوجى.

  ويضيف  " اذا ما وصل الحاكم الى السلطة وجد لزاما عليه اتخاذ مواقف برجماتية تحكمها المصالح دون ان يتخلى تماما عن منطلقه الفكرى ، بل يبحث فى مفردات هذا المنطلق الذى تدعم موقفه البرجماتى الجديد ، والتى كان يلتفت عنها فيما قبل تولية السلطة ، ولذا فان انتقال الحركة الاسلامية من صفوف المعارضة الى مسئولية الحكم لا تختلف الايديولوجية الاسلامية كثيرا عن اية ايديولوجية اخرى حيث يتوارى الالتزام الايديولوجى للقائد امام ما تفرضه مقتضيات الواقع العملي .

فيما يقول الدكتور مصطفى اللباد مدير مركز الشرق للدراسات الاقليمية والاستراتيجية ،  يجب التفرقة بين العروبة السياسية والعروبة الثقافية فليس كل الدول العربية تؤمن بالقومية العربية ، اما بالنسب للقومية الاسلامية التى تواجة المنطقة العربية فى ظل ثورات الربيع العربى فهذا مرتبط بقدرة التيارات الاسلامية فى تحقيق احلام شعوبها .

ويضيف ان هناك من الدول من لها مصلحة فى ذوبان القومية العربية ليحل محلها القومية الاسلامية ومنها ايران وتركيا لانها دول غير عربية ويبحثون عن زعامة  القومية الاسلامية  فى ظل التفوق التكنولوجى التركى والايديولوجى الايرانى مقارنة بالشعوب العربية ووهناك ايضا رغبة سعودية لزعامة الخلافة الاسلامية .

0 التعليقات:

إرسال تعليق